الوزارة تدعم أرملة بمشروع يعيد لها الحياة من جديد

قصتنا اليوم ليست بجديدة لأنها تتحدث عن الصمود والتحدي والإصرار وقدرة الأسر الفلسطينية بعزيمتها أن تواجه شبح الفقر وتقضي عليه بالتسلح بالإيمان،نتحدث عن احدي الأسر الغزية التي عانت من الفقر بشتى أشكاله ومكافحة مر الحياة ، وخاصةً في ظل فقدان المعيل "الأب" تاركاً خلفه أسرةً كاملةً من الأبناء وهم أطفال يحتاجون للكثير من الاحتياجات.
المواطنة الأربعينية راوية حسن اللوح والمعروفة ب"أم محمد" أرملةً فقدت زوجها ما يقارب من خمس سنوات تاركاً تسعة من الأبناء والبنات أكبرهم في الثانية والعشرين من عمره وأصغرهم 9 سنوات، أطفالاً يحتاجون إلى الحنان والأمان والحضن الدافئ الذي يعوضهم عن فقدان الأب والحرمان.
أم محمد تعيش مع عائلتها في منطقة حي الزيتون شرق مدينة غزة، توفي زوجها بعد صراع طويل مع المرض فكان مصاباً بإعاقة حركية منعته من ممارسة حياته اليومية وبشكل طبيعي كباقي الأفراد.
إرادة وعزيمة
وقامت صحيفة الرأي بهذه الجولة مع هذه الأسرة لتري البسمة في وجوههم بعد أن كاد الألم والجوع والحرمان ينهك جسدها النحيل، فاستقبلتنا أم محمد بعزيمة وإرادة قوية وهي تجلس  خلف مكتبٍ صغير في بقالةٍ احتوت على مجموعةٍ من الحاجات الأساسية والضرورية ، قائلةً عن  بداية تنفيذ المشروع:" أخبرتني وزارة الشؤون الاجتماعية أنها بصدد تنفيذ مجموعة من المشاريع الصغيرة للأسر المستفيدة من خدمات الوزارة ،وسألتني عن طبيعة المشروع الذي أود القيام به، خاصاً لي يعيل أسرتي ويساعدني في تحسين مستواي المعيشي"،مضيفةً بابتسامة خفيفة لم تفارق شفتيها تنمُ عن أمل وتفاؤل واضحين:" وقررت بعدها بأني أريد إنشاء بقالة اعتاش بها مع أسرتي".
طبيعة المشروع
وأشارت اللوح إلى أن الوزارة طلبت منها توفير المكان وتحديد الاحتياجات والمستلزمات الضرورية لتنفيذ المشروع ،حيث أن الجهات المنفذة للمشروع قدمت مبلغ وقدره 6500 دولار والمؤسسة الداعمة 4000 دولار وصاحب المشروع 2500 دولار.
أما عن تنفيذ المشروع فقد أشارت اللوح أنه بدأ في التخطيط للمشروع والشروع في تنفيذه من شهر يوليو 7/2012 وتم فتحه في شهر 12/2012.
عادت لنا الحياة من جديد
وسكتت اللوح برهة من الوقت وكأنها تفكر عن دور المشروع الذي حول حياتها من جحيم الموت وأعاد لها الحياة، موضحة أن المشروع يدخل عليها مردود مالي جيد بوجود عدد لا بأس به من الزبائن والمشتريين، مضيفةً:" المشروع أفادنا كثيراً وخاصة ً أن أولادي ما زالوا أطفال يحتاجون لكثير من المصاريف ووضع البلد صعب كثير والأشياء غالية ومكلفة فالحمد لله لم يجعلنا أن نمد أيدينا للناس.... نعم عادت لنا الحياة من جديد".
أما أيمن"21 عاماً" أحد أبناءها كان يجلس بجوار والدته في البقالة يعينها في عملية البيع والشراء طالب بضرورة العمل على توسيع البقالة وتزويدها بالبضائع وتحسينها بشكل أفضل لتلبي حاجات الناس والمجتمع، ولتنمية ورفع الإنتاجية الاقتصادية والمستوى المعيشي للأسرة.
وعبرت أم محمد عن سعادتها بهذا المشروع الذي ادخل البهجة والسرور في قلوب أطفالها ، وعمل على تلبية الكثير من الحاجات الضرورية وخاصة بأنهم في المدارس ويحتاجون لمصاريف وتكاليف الحياة باهظة الثمن.
وأضافت قائلة:"نعم إن البقالة منحت أبنائي فرصة للحياة حيث كان ابني أيمن لا يعمل ومع وجود البقالة أصبح لديه عمل ودخل يعود عليه وعلينا بكل تأكيد،فهو يكون بجانبي أثناء عملية البيع، وكثيراً ما يساعدني في الدكان، كما أنه جعل أبنائي قادرين على استكمال حياتهم التعليمية فلدي عدد من الأبناء ما زالوا في المدارس والجامعات.
وتمنت اللوح خلال حديثها بأن طموحها كبير بأن يتم تكبير المشروع وتحسينه وتوسيعه للأفضل حسب رغبات المواطنين والجمهور وتزويده بالبضائع اللازمة.
الباحث الاجتماعي
ومن ناحيتها فبينت الباحثة الاجتماعية والمشرفة على وضع الأسرة "اللوح" سهام أبو الهنا بأن الأسرة كانت تعاني من ظروف اقتصادية ومادية متردية جداً، حيث أنها هي الشخص الوحيد المعيل للأسرة قائلةً:"ونحن بدورنا كباحثين اجتماعيين نلعب دوراً بارزاً في مساعدة الأسر الفقيرة وتوفير الحياة الكريمة وبكرامة وإنسانية".
وأضافت:"وبعد متابعتنا للحالة تم ترشيحها لعمل مشروع خاص فيها يكون سنداً ودعماً لها من غدر الزمان ولا تحتاج لأي إنسان، ويساعدها في استكمال حياتها وتربية أبنائها وتعليمهم وتطوير حياتهم الاجتماعية والمعيشية.
الهدف من المشاريع
وبدوره أوضح رياض البيطار مدير عام الإدارة العامة للحماية الاجتماعية أن هذه المشاريع تعمل على تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي تسعى إليه الوزارة من حيث الخروج من مرحلة الإغاثة إلى التنمية,مشيراً إلى أن الوزارة تتعامل مع هذه المشاريع كتوفير دخل ثابت لهذه الأسر المحتاجة كتقديم مشاريع صغيرة لها فهي لا تخدم رب الأسرة فقط بل الأسرة ككل لفترة زمنية طويلة.
الحفاظ على كرامة المواطنين
وأوضح أن هذه المشاريع تهدف إلى تمكين الأسر بإدارة مشروع صغير لتصبح قادرة على القيام بنفسها من خلال مشروعها المقدم من الجهات داعمة بإشراف الوزارة ومتابعتها، قائلاً:" فإننا نسعى إلي الحفاظ على كرامة المواطنين والأخذ بيده من أجل الارتقاء بمستواه الاقتصادي".
وطمأن البيطار المنتفعين من المشاريع بأن الوزارة مستمرة في دعم الأسر بكافة أنواع المساعدات من برامجها المختلفة النقدية و العينية و التأمين الصحي  للأسرة إلى أن تصبح الأسرة قادرة على الاعتماد على نفسها.
وتعد هذه الأسرة واحدةً من الأسر الفلسطينية المستورة الصامدة والتي استطاعت أن تقف على قدمها وتواجه الحياة بإرادة قوية وعزيمة جبارة وتستمر في الحياة
 

وزارة التنمية الاجتماعية

حياة كريمة
في مجتمع فلسطيني متماسك

اتصل بنا

فلسطين - غزة
تليفون:
(+970) 82829194

فاكس:
(+970) 82827474

البريد الإلكتروني:
mosdgovps@gmail.com