
يقضون أيامهم بألم وحزن شديدين، تمر عليهم الليالي طويلةً جداً،لا يذوقون فيها طعم للحياة ولا يشعرون بمذاق السعادة ...رب الأسرة مريض عاجز عن العمل يحتاج للعلاج،أطفال يحتاجون للرعاية والاهتمام ...وللقمة العيش. هكذا كان حالة عائلة شلح الكائن في منطقة حي الشجاعية شرق غزة والتى تتكون من أثنى عشر فرداً سبعةً من البنات وثلاث من الأولاد يعانون من قسوة الحياة وضنك العيش التى فرضت عليهم.
يعيشون في بيتٍ فقير معدم لا تدخله الشمس يعاني من الرطوبة والبرودة ،يخلو من الإضاءة ومعاني الحياة و يفتقد لأبسط الحقوق الإنسانية ولا يصلح للحياة الآدمية وجاءت وزارة التنمية الاجتماعية لتنقذها من هم الفقر وبؤس المعاناة.
وتعد وزارة التنمية الاجتماعية كإحدى المؤسسات الخدماتية الفاعلة في المجتمع والتي تقدم خدماتها لأكثر الفئات فقراً وحاجةً للمساعدة والمعونة وخاصةً في ظل الظروف الاقتصادية التى يعيشها الشعب الفلسطيني والحصار الاقتصادي الغاشم على قطاع غزة والذى ترتب عليه معاناة الكثيرين من الأسر،وتسعى الوزارة العمل للحد من الفقر ومساندة الأسر المحتاجة والوقوف الى جانب ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك من خلال جهودها البارزة في دعمهم والوقوف بجانبهم بتقديم المساعدات.
أوضاع صعبة
وهناك وجدنا الوالد معيل الأسرة وائل شلح "أبو محمد" يرقد على فراشٍ سيء رث يرثي له الحال،مصاب بالقلب، مثقل بالتعب والألم غير قادر على الكلام ،شاحب الوجه ورغم اصفرار وجهه إلا أنه ابتسم نحونا معبراً عن امتنانه وشكره الكبير للوزارة لأنها نشلت أسرته من وحل الفقر والجوع والحرمان.
وأوضحت أم محمد شلح "زوجة رب الأسرة "أن الأوضاع المعيشية التى كانوا يعيشونها قبل افتتاح المشروع صعبة للغاية حيث يعانون من تدني في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مشيرةً الى أن زوجها يعاني من مرض صحي "مشاكل في القلب" ويحتاج لعملية قلب مفتوح ولرعاية وإشراف طبي.
وبينت شلح أن زوجها كان يعمل داخل فلسطين المحتلة من عام 48 ونتيجة الأوضاع التى يعيشها الشعب الفلسطيني والحصار الجائر على غزة ....توقف عن العمل مما زاد الوضع سوءاً.
"طرقنا جميع الأبواب لطلب المساعدة فلم نجد إلا باب وزارة التنمية الاجتماعية يفتح لنا مصرعيه ليخدمنا ويغير حياتنا المعيشية."أم محمد تقول"
المشروع جعل حياتنا أفضل
وبعد ذلك توجهنا للبقالة والتى لا تبعد عن المنزل سوى أمتاراً قليلة في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة والتى بدت واسعة ،نظيفة، مرتبة،عامرة بأشكال متنوعة من المواد الغذائية وحاجات الأطفال،يخرج زبون ويدخل آخر حيث يقبل عليها الكثير من المشتريين،وهناك كانت تجلس خلف الأشياء والأغراض أم محمد بكل ثقة وشجاعة تنوب عن زوجها المريض في عملية البيع.
خيم الصمت لحظات قبل أن تطلق تنهيدة ألم لتستكمل حديثها الموجع لتقول:"لقد كانت حياتنا قبل المشروع جحيم لا يطاق،فلم نكن نذق الطعام ولا النوم ولا الراحة، أطفالي يشتهون للطعام و يفتقدون الكثير من أمور الحياة، ولكننا اليوم بعد المشروع لدينا مصدر دخل يشعرنا بالأمان ويمنحنا فرص للتحقيق.
ولم تتوقف أم محمد لحظة بالنظر لوجهي بعينين ملؤها الأمل والتفاؤل بغدٍ أفضل وذلك أثناء حديثها عن مدى تحسين المشروع لحياتهم في قدرتها على توفير حاجات أبنائها الأطفال مؤكدةً أن الدكان يدر عليهم بدخلٍ جيد والإقبال عليها كبير من قبل المواطنين قائلةً:"الحمد لله تقريباً الآن لدينا هذا الدكان ما يقارب من العام حيث عمل على تحسين في أوضاعنا المعيشية وجعلت حياتنا للأفضل فلدينا شعور بالطمأنينة والراحة فهناك الكثير من الزبائن والمشتريين فهناك إقبال جيد على بضاعتنا"،وابتسمت مستردة:" نعم فبعد الدكان تغيرت حياتنا، لقد بدأت حياتنا من جديد"
أما أبنائها الأطفال فقد ارتسمت البسمة على شفاهم وظهرت علامات السعادة والفرح بوجوههم البريئة عندما قال أحدهم:"أنا مبسوط كثير بالمشروع وبالدكان حيث أصبح لدينا مصدر رزق يطعمنا ويعيشنا وأصبحنا قادرين على اعالة أنفسنا وما نحتاج نمد أيدنا لأي حدا".
وشكرت شلح جميع العاملين في وزارة التنمية الاجتماعية على الجهود التى تبذلها لخدمة المواطنين ومساهمتها البارزة لمساعدة المحتاجين متنميةً لهم كل الخير.